اقتصادي: التسعيرة الجبرية أفضل طريقة لمواجهة ارتفاع الأسعار
دكتور. قال الخبير الاقتصادي محمد حمزة الحسيني، إن المجتمع المصري يعاني من ارتفاع الأسعار منذ أكثر من عامين، وهذا هو الحال منذ تحركت مصر لتحرير الأسعار والتحول إلى الرأسمالية في الثمانينات، الأمر يترك المواطن تحت رحمة التاجر.
وأضاف الحسيني في تصريحات متلفزة، أن التسعير الإجباري هو أحد آليات ضبط الأسواق المرتبطة بالأنظمة الاشتراكية ويقوم على تحديد التسعير الإجباري لأي سلعة تلتزم بها الأسواق، كما يتم تجريم عمليات البيع المخالفة له حتى يتم تطبيق هذه الآلية تم تنفيذه في مصر بعد… الأزمة الاقتصادية العالمية في نهاية العقد الثالث من القرن العشرين.
وأوضح أن التأثير الناتج يتطلب إعادة التفكير في السياسات الاقتصادية السائدة في ذلك الوقت، ولهذا تدخلت الحكومة لتثبيت أسعار المحاصيل الزراعية بعد أن تبين لها أن أصحاب المشاريع لا يهمهم سوى زيادة أرباحهم الاحتكارية على حساب أرباحهم الاحتكارية. ولذلك صدر المرسوم بقانون رقم 101 لسنة 1939 الذي وضع حداً أقصى لأسعار المواد الغذائية والمواد الأولية وأنشأ لجنة مركزية لتحديد الأسعار برئاسة وزير التجارة والصناعة. وتوقف تنفيذه عام 1945، حيث تم إنشاء وزارة التموين التي كانت مسؤولة عن الأمر، وتم تنفيذ المرسوم بقانون رقم 163 لسنة 1950 بشأن الأسعار الإجبارية.
وأشار إلى أنه تم تطبيق التسويق التعاوني على بعض المحاصيل الزراعية وتم تحديد أسعار بيع مدخلات الإنتاج الزراعي والمخرجات الناتجة عنه. وقد توقفت هذه العملية بعد الانفتاح الاقتصادي والتنفيذ الكامل لآلية السوق، مما يوحي بأنه على الرغم من أننا ندرك تماما أهمية آلية السوق، إلا أننا نرى.
وكما أشار تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فقد انتشر هذا النموذج في مصر في الخمسينيات والستينيات، ولكن مع تحول مصر تدريجياً إلى السوق الحرة، تراجعت الحكومة تدريجياً عنه في أواخر الثمانينيات، مع إعطاء مساحة أكبر للسوق الحرة. آليات السوق الرأسمالية التي يقوم عليها تسعير السلع والخدمات بناء على قوى العرض والطلب.
وأشار إلى أن كافة القوانين والقوانين المصرية وحتى الدستور المصري أكد أن الدولة المصرية تبنت فكر النظام الرأسمالي الذي يؤمن بالحريات الاقتصادية وتفعيل قوى العرض والطلب في السيطرة على الأسواق والمستثمرين ويحمي القطاع الخاص. عدا عن دورها الرئيسي في تنظيم ومراقبة السوق، فهي محمية من التدخل الحكومي في الاقتصاد ومرخصة بموجب المادة 10 من نظام هيئة حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية ويحدد مجلس الوزراء عمليات البيع. سعر المنتج الأساسي لمدة معينة بعد سماع رأي الهيئة. وأي اتفاق تعقده الحكومة بقصد تطبيق الأسعار الثابتة لن يعتبر مضراً بالمنافسة.
وحول إمكانية نجاح الأسعار القسرية في السيطرة على الأسواق، أشار إلى أن الحكومة تحتاج إلى الأدوات اللازمة لتنفيذها، وأن هناك العديد من الآليات التي يمكن اتباعها لفرض الأسعار القسرية على الأسواق كمطلب دستوري من حيث المادة 37 للسيطرة على الأسواق. . ولن يتم تحقيق ذلك إلا من خلال المراقبة الفعالة للأسواق من أجل مواجهة التصرفات والسلوكيات الضارة بالسوق والآثار السلبية الناتجة عن التصرفات التي تضر المستهلكين.
وأشار إلى ضرورة العمل على إصلاح القوانين المنظمة لحماية المستهلك وحماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية ومنحها المزيد من الصلاحيات وإعادة النظر في الوضع الحالي لمجالس إداراتها. كما يمكن التفكير في إعادة أداة تخطيط الأسعار التي كانت تعمل داخل وزارة التخطيط بموجب القرار الجمهوري رقم 2017 لسنة 1971 الذي كان ساريا حتى عام 1977 والذي وضع أسس السياسة التسعيرية الأسعار تتطلب السلع والخدمات الخاضعة للحماية الاجتماعية الحكومية معايير وتضعها. دليل التسعير حسب تكاليف الإنتاج وكفاءة الأصول التشغيلية وتحليل هيكل التسعير الحالي وفحص مكوناته ومقارنتها بالأسعار العالمية والبديلة وكذلك العمل على إصلاح وتطوير المصانع المتعثرة والأصول المتوقفة وتحويلها إلى كفاءة الأصول من خلال زيادة معدلات كفاءة وإنتاجية هذه الأصول.
وأكد أن الأمر يتطلب سياسة إصلاحية متكاملة تأخذ في الاعتبار الظروف والمتغيرات المحلية والإقليمية، فضلا عن إجراءات دعم الفئات المهمشة وذوي الدخل المحدود، انطلاقا من أن السياسات الاقتصادية يجب أن تظل في خدمة الأفراد والمجتمع. . فالنمو يجب أن يفيد الفقراء ويوسع مهاراتهم وفرصهم وخياراتهم الحياتية، في إطار يهدف إلى تزويد المواطنين، خاصة ذوي الدخل المحدود، بالسلع الأساسية والضرورية بأسعار تمكنهم من توفير سبل عيش المواطن المصري، والماضي لقد أثبتت سنوات قليلة قطعاً أن ضمير التجار قد اختفى ولم يعد يهتم إلا بربحهم الشخصي على حساب المواطن المصري.