مدير وحدة حوار بدار الإفتاء لـ«الشروق»: نعقد نحو 180 جلسة حوارية مع الشباب شهريًا عن القضايا الشائكة

منذ 2 شهور
مدير وحدة حوار بدار الإفتاء لـ«الشروق»: نعقد نحو 180 جلسة حوارية مع الشباب شهريًا عن القضايا الشائكة

لا يصح الحكم على الأشخاص بالإلحاد لمجرد التفكير.. وإطلاق اللفظ على الطفل غير منطقى تمامًا

قال طاهر زيد، مدير وحدة الحوار في دار الإفتاء، إن عمل الوحدة يركز على تنظيم جلسات حوار مع الشباب ومساعدتهم في البحث عن إجابات لأسئلتهم بطريقة تسهل فهمها للجميع وتكون مقبولة من جميع الأطراف.

وأشار مدير وحدة حوار فى دار الإفتاء، لـ«الشروق» إلى أنهم يعقدون 180 جلسة شهريا للشباب حول القضايا الشائكة، بواقع من 5 إلى 10 جلسات فى اليوم، ومدة الجلسة من ساعة إلى ساعتين، إضافة إلى الجلسات التى يتم تنظيمها «أون لاين».

وأوضح زيد، أن «حوار» تأسست فى 1 مارس 2022، ويتمحور عملها حول عقد جلسات حوارية مع الشباب الذين لديهم أسئلة يتوجهون بها إلى الفتوى الشفوية أو الإلكترونية، أو الهاتف؛ فيتم تحويل أسئلتهم إلى وحدة حوار ويجلس معهم مجموعة من أمناء الفتوى والباحثين فى جلسة حوارية تستمر من ساعة إلى ساعتين وقد تتكرر حسب الحاجة.

وأردف: «تتسم الجلسات بأربعة أمور؛ الأول: السرية فما يدور داخل الغرفة لا يخرج خارجها، والثانى: الحرية، فكل إنسان له الحرية فيما يريد السؤال عنه او إخفاءه أو إعلانه، والثالث: عدم وجود إجابة محددة فنحن نأخذ الباحث فى طريق معرفى يبدأ بالبحث، وينتهى بالوصول إلى الحق، وليس هناك سقف للأسئلة، أما الأمر الرابع: البحث فى مكونات السائل النفسية أو الاجتماعية، وهو ما قد يتطلب جلسة أو اثنتين أو ثلاثا، فلا يتم حسم الأمر أو الحكم على الموضوع من جلسة واحدة».

وعن القواعد الأساسية التى تحكم عمل الوحدة، قال زيد: «القاعدة الرئيسية فى عملنا أنه لا حكم على الأشخاص ولا شخصنة للأسئلة، كل شخص حر فيما يريد وفيما ينطلق فيه من أسئلة فنحن نجاوب على السؤال إجابة مجردة موضوعية مهنية، لا نحكم على الأشخاص ولا نتهمهم اتهامات معلبة، نأخذهم فى رحلة معرفية يجد السائل ما يرضيه فيها بلغة يفهمها العامة، ولا ينكرها الخاصة، أى يدرك معناها العامى والمتعلم، ولا ينكرها المتخصص فى المجال».

وأكد أن القائمين على الجلسات الحوارية، تخصصاتهم دينية، وتم تأهيلهم بالحصول على دورات تدريبية فى الإعلام، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، إضافة للاستعانة بالمتخصصين إذا اقتضت الحاجة لذلك، أو الإحالة للجهات المختصة مثل وحدات الدعم النفسى فى الجامعات، ووحدات دعم المرأة بالمجلس القومى للمرأة أو المجلس القومى للأمومة والطفولة، أو أقسام الطب النفسى بكليات الطب. وأشار زيد إلى أن إطلاق الحكم بلفظ «الملحد» لا يصح دينيًا على الكبير والبالغ أصلًا، ومن غير المنطقى إطلاقه على الطفل، أيًا كانت أسئلته أو أفكاره، موضحًا أن الإلحاد رحلة بحث ينتهى فيها الشخص لأن يقول أنا لا أعترف بوجود إلاه، وأنا أنكر الأديان، فلا يمكن إطلاق لفظ الملحد على شخص لم يخض هذه الرحلة بالأصل.

وتابع أن وحدة حوار أطلقت فى عام 2023 الدليل الإرشادى للإجابة عن أسئلة الطفل الوجودية، بعد رصد مجموعة من الأسئلة المتكررة من قبل الأطفال سواء من تواصلوا مع الوحدة بأنفسهم، أو من خلال آبائهم، وتم تقسيم الأسئلة لأربعة فصول؛ الأول: أركان الإيمان الستة المتعلقة بالإيمان بالغيب، والثانى: حب الله والنبى، والثالث: فلسفة الخير والشر، والرابع: أسئلة عن الخالق وصفاته.

واستطرد: «قمنا بالإجابة على الأسئلة بصيغة توضح للآباء والمربين كيفية الإجابة عن أسئلة الطفل، وذلك لأننا رصدنا أن بعض الناس فى حين مواجهته سؤالًا يعجز عن إجابته، يقوم بتعنيف الطفل أو يعطيه إجابة مشوهة، وهو ما يقود الطفل فى مرحلة المراهقة لواحد من طريقين: إما تطرف تجاه اليمين نحو الإرهاب ومثله، أو اليسار نحو الإلحاد والشذوذ وغيره؛ موجهًا رسالة إلى الآباء والمربين: «إذا كنت لا تعرف الإجابة على السؤال، لا تجب ولا تعنف، ولا تكبت الطفل فى السؤال، لأن ذلك ينتهى بنا لكائن مشوه».

 


شارك