وزيرة التخطيط والتعاون تُناقش جهود معالجة تحديات الديون في الدول النامية من أجل التنمية المستدامة

منذ 2 شهور
وزيرة التخطيط والتعاون تُناقش جهود معالجة تحديات الديون في الدول النامية من أجل التنمية المستدامة

دكتور. أكدت رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، على أهمية إصلاح الهيكل المالي الدولي من أجل مستقبل عادل وأوضحت أن أدوات التمويل التي تمتلكها بنوك التنمية المتعددة الأطراف اليوم يجب أن تستخدم لتحقيق أجندة المناخ والتنمية. تلخيصها لأنها تكمل بعضها البعض.

وأضافت في جلسة نقاشية رفيعة المستوى بعنوان “مستقبل مستدام للجميع: الهيكل المالي الدولي للقرن الحادي والعشرين” ضمن فعاليات الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة و”قمة المستقبل” المنعقدة في نيويورك وشدد على أن التمثيل في هذه البنوك يحتاج إلى تحسين ليعكس بشكل أكثر دقة احتياجات الاقتصادات النامية والأقل نموا، مضيفا أن هناك حاجة إلى مؤسسات مختلفة للعمل معا لتلبية احتياجات الاقتصادات الناشئة وجسر الأسواق المختلفة. فجوات التنمية التي تؤثر على البلدان ولها آثار عالمية.

حضر اللقاء أخيم شتاينر مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي؛ وجون كيري، وزير الخارجية الأمريكي السابق والمبعوث الرئاسي الأمريكي للمناخ؛ ماري روبنسون، رئيسة أيرلندا السابقة، وخوسيه أنطونيو أوكامبو، وزير المالية السابق لكولومبيا.

وفيما يتعلق بالتحديات الجيوسياسية، أشارت إلى التحديات المتعلقة بتسلسل الإصلاحات المالية المختلفة والحاجة إلى نهج منسق لمعالجتها بسرعة، بحسب البيان.

وأشارت إلى أن الأبعاد الجيوسياسية غالبا ما تمنع البلدان النامية من الحصول على التمويل الذي تشتد الحاجة إليه، حتى عند اتباع القنوات والإجراءات المناسبة، وقد تتعرقل الاعتبارات السياسية استثمارات القطاع الخاص.

وشدد وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي على أهمية توفير تمويل إضافي للدول التي تعاني من ارتفاع مستويات الديون، حيث يتم في بعض الحالات استخدام أكثر من 60% من الناتج المحلي الإجمالي لخدمة الديون.

وأضافت أن هناك حاجة ملحة لمزيج من استثمارات القطاعين العام والخاص لدفع التحول، داعية الوزير إلى التركيز على الأمثلة العملية وضرورة تنسيق الجهود ومعالجتها بشكل فعال لمعالجة هذه التحديات وضمان تنفيذ الإصلاحات المالية.

قال جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي السابق والمبعوث الرئاسي الأمريكي للمناخ، إن عدم التزام المجتمع الدولي بالعمل المناخي يؤثر سلبًا على جميع جوانب الحياة على الكوكب، على الرغم من التزامات حوالي 200 دولة بدعم مشاريع الوقود الأحفوري وعدم التوسع في استخدام الوقود. الممارسات الواقعية مختلفة تمامًا.

وتابع وقال: نتحدث عن المستقبل. ولا يمكن الحديث عن المستقبل إلا إذا قمنا بتوفير الاستثمارات اللازمة لتحقيق التحول إلى مستقبل مستدام، وحشد ما يتراوح بين 2.5 و5 تريليون دولار سنويا حتى نقضي على الانبعاثات بحلول عام 2030، ويدعو البلدان المتقدمة إلى زيادة مساهماتها الدولية في هذا المجال التحول المناخي وتقليل الاعتماد على المشاريع التي تزيد من الانبعاثات.

وأضاف كيري: “علينا توفير الاستثمار اللازم لتحقيق ما نسعى إليه واتخاذ المبادرات البناءة مثل برنامج نوفي في مصر، الذي عملنا عليه مع شركائنا في مصر، حيث يقومون بمشروعات إغلاق طموحة لاثنتي عشرة محطة تشغيل”. بالطاقة التقليدية بقدرة 5 جيجاوات، مقابل إطلاق مشروعات للطاقة المتجددة بقدرة 10 جيجاوات، مما يعزز مكانة الطاقة النظيفة في مصر ويسمح بالتصدير للدول المجاورة.

وأوضح أخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن إصلاح البنية التحتية للنظام المالي الدولي أصبح هدفا أساسيا يجب تحقيقه من أجل التغلب على تناقضات هذا النظام الذي يعمل منذ 80 عاما، ويعمل في سياق اليوم.

وقالت ماري روبنسون، رئيسة أيرلندا السابقة، إن المجتمع الدولي لم يفعل ما كان من المفترض أن يفعله لحماية البيئة والكوكب. وإذا نظرنا إلى التحول في قطاع الطاقة سنجد أن أفريقيا لم تجتذب الاستثمارات المطلوبة في هذا الصدد، في حين أن 90% من الاستثمارات في قطاع الطاقة في السنوات الأربع الماضية ذهبت إلى الصين والدول المتقدمة.

وفي السياق نفسه، أوضح وزير المالية الكولومبي السابق أن المشكلة الأكثر إلحاحاً في الوقت الحالي هي الديون التي تعاني منها العديد من الدول، خاصة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، الأمر الذي يتطلب تحركاً من المجتمع الدولي، وأوضح أهمية زيادة التمويل من أجل التنمية.

وناقش الوزير ارتفاع مستويات الديون في البلدان النامية مع ارتفاع تكاليف خدمة الديون وإعادة التمويل، وانخفاض الحيز المالي لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة والحلول المتعددة الأطراف لمعالجة هذه المشكلة.

وأشارت المشاط إلى المعوقات التي تواجه الدول في طريقها نحو التنمية والتقدم، ومن بينها الفجوات التنموية التي تعد إحدى هذه المعوقات، لافتة إلى التحديات العالمية التي واجهتها الدول في السنوات الأخيرة وتهديد أداء الأنظمة الوطنية. ومن أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فإن هذه التحديات والصراعات تمتد إلى ما هو أبعد من حدود المناطق التي تدور فيها هذه الصراعات.

وأضافت أن هذا جزء من جهود التقدم التي تبذلها الدول. الموارد المحلية وحدها ليست كافية، وبالتالي يمكن سد هذه الفجوة التمويلية من خلال مصادر التمويل المختلفة. ومع ذلك، فإن هذه المصادر ليست ميسورة التكلفة دائمًا، مما يشير إلى أن البلدان المتأثرة بالفقر أو الجوع أو الحاجة إلى الاستثمار في المزيد من المدارس أو الرعاية الصحية، لا يمكنها الوصول إلى التمويل الميسر، وفي هذه الحالة تلجأ إلى التمويل التجاري أو إعادة إصدار السندات. إلا أنها تواجه بعد ذلك أزمات مختلفة تزيد من تكلفة الاقتراض.

وفيما يتعلق بالحلول، أكد المشاط على أهمية التنسيق بين الدائنين، حيث تهدف الحلول متعددة الأطراف مثل الإطار المشترك لمجموعة العشرين لمعالجة الديون إلى جمع جميع الدائنين الرئيسيين، بما في ذلك المقرضون غير التقليديين مثل الصين والهند والمشاركين من القطاع الخاص، من أجل التوصل إلى حل. ضمان اتباع نهج منسق لإعادة هيكلة الديون، مع ملاحظة أن الاستقرار المالي يتحقق من خلال توافر السيولة، حيث يتيح تخصيص حقوق السحب الخاصة من صندوق النقد الدولي دعم السيولة الفوري للدول دون تحمل أعباء ديون إضافية.

كما تم تسليط الضوء على القدرة على تحمل الديون على المدى الطويل، حيث قدمت المبادرات المتعددة الأطراف مثل مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون، والمبادرة المتعددة الأطراف لتخفيف عبء الديون، ومبادرة مجموعة العشرين لتعليق خدمة الديون، تخفيفا موجها لعبء الديون عن البلدان المؤهلة، مما أدى إلى تحرير الموارد لأغراض التنمية.


شارك