جنازة تليق بالأبطال.. عودة الشهيد فوزي محمد إلى أحضان أسرته بعد 57 عامًا
بلحظة تاريخية مؤثرة تجسد روح الوطنية، عاد الشهيد البطل فوزي محمد عبد المولى أبو شوك إلى أسرته بعد 57 عامًا من الفراق.
أمس، دُفن بطل حرب 67، ملفوفًا بعلم مصر، في مدافن العائلة بالإسكندرية، ليعود إلى بيته محاطًا بمشاعر مختلطة من الفرح والحزن.
“الشروق” ترصد قصة عودة رفات الشهيد فوزي من منزله بمنطقة وادي القمر، حيث تتجلى ذكرى شجاعة الفارس الذي لم تُنسَ تضحياته.
قال الحاج عبد المولى محمد علي المولى أبو شوك، الشقيق الأصغر للشهيد البطل فوزي، في حديثه لـ “الشروق”: “كان طيبًا والناس كلها تحبه، لم أتوقع أنني سأدفنه بعد 57 عامًا من وفاته”.
وأضاف أن في بداية الأمر لم يصدق أحد أن فوزي يمكن أن يعود ويدفن في مقابر العائلة، ويكون له جنازة مهيبة تليق ببطل مصري شهيد. وتحدث عبد المولى عن تفاصيل حياة الشهيد فوزي، الذي وُلد عام 1945 والتحق بالجيش سنة 1964.
بعد انتهاء فترة التدريب، سافر وشارك في حرب اليمن لمدة عام، ثم عاد إلى مصر. وذكر أنه في أحد الإجازات كان الشهيد قد كتب عقد الزواج، على أساس أنه سيحتفل بزفافه في الإجازة القادمة.
وأوضح عبد المولى: “انتظر الجميع عودة الشهيد للاحتفال بزواجه، ولكن مرت أشهر ولم يكن هناك أي أخبار عنه. وبعد فترة، تم التواصل معنا وأخبرونا أنه توفي شهيدًا ومفقودًا، وبالفعل قمنا بأخذ واجب العزاء في الشهيد”.
كما أشار إلى أنه تم تكريم الشهيد في عيد من احتفالات الدولة. وفي الأشهر الماضية، كانت هناك اتصالات متعددة تؤكد العثور على رفات الشهيد فوزي.
في البداية، كان الشقيق مترددًا في تصديق الأمر حتى طلبوا منه إجراء تحليل DNA في السويس. وبعد 45 يومًا، ظهرت النتيجة، وطُلب منهم الذهاب لاستلام رفاته وبقايا متعلقاته.
وأضاف عبد المولى: “عند استلام الشهيد، كان هناك موكب عظيم في السويس، وعند وصولنا الإسكندرية كانت جنازة مهيبة يصعب وصفها، وتم دفنه في مقابر العائلة بعد 57 عامًا”.
وأكد أن الشهيد أعاد شريط ذكريات الحياة مرة أخرى لكل أفراد العائلة، وكان معروفًا وسط أهالي المنطقة بالحب والكرم والطيبة.
الجدير بالذكر أنه شهدت منطقة الدخيلة أمس جنازة شعبية عسكرية كبيرة لدفن رفات الشهيد البطل فوزي محمد، الذي وُجدت رفاتُه مع أوراقه الرسمية وبعض متعلقاته الشخصية، بفضل جهود فريق من إحدى المؤسسات المدنية خلال تواجدهم بمنطقة الحسنة بوسط سيناء.