مكاسب ذهبية تاريخية في 2025.. هل سيواصل الارتفاع في العام القادم؟

منذ 2 ساعات
مكاسب ذهبية تاريخية في 2025.. هل سيواصل الارتفاع في العام القادم؟

استعاد الذهب مكانته كملاذ آمن بشكل ملحوظ خلال عام 2025، مسجلًا أداءً يعد الأقوى منذ فترة التضخم المرتفع في أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات.

مكاسب تاريخية للذهب بدعم من الاضطرابات العالمية

وفقًا لوكالة رويترز، ارتفعت أسعار الذهب بنحو 65% منذ بداية العام، متجاوزة بفارق كبير أداء الأسهم الأمريكية والسندات العالمية والعملات المشفرة.

بلغ ارتفاع الذهب ذروته يوم الجمعة الماضية، حيث سجل سعره في المعاملات الفورية مستوى قياسيًا بالقرب من 4560 دولارًا للأوقية. ومع ذلك، شهدت الأسعار تراجعًا حادًا تجاوز 4% يوم الاثنين الماضي، عقب قرار مجموعة سي إم إي برفع متطلبات الهامش على عقود المعادن النفيسة، مما دفع بعض المستثمرين لجني الأرباح. لكن الذهب استعاد توازنه سريعًا يوم الثلاثاء، ليعين تداولاته قرب مستوى 4400 دولار، مما يدل على استمرار تفوق الاتجاه الصاعد.

توقعات المستقبل للذهب في عام 2026

على الرغم من توقعات غالبية المحللين بوجود بعض التهدئة في صعود الذهب خلال عام 2026، إلا أن السيناريوهات التي تشير إلى هبوط حاد تبقى محدودة. يرى المحللون أن تراجع الذهب في العام المقبل قد يتحقق فقط في حال تجاوز النمو الاقتصادي العالمي التوقعات بشكل كبير، في حين قد تؤدي أزمات اقتصادية أو صدمات مالية جديدة إلى دفع الأسعار نحو مستويات أعلى.

تكمن أهمية أداء الذهب في أن ارتفاعه لم يكن مؤقتًا أو ناجماً عن عامل واحد، بل جاء نتيجة توجه شامل نحو استخدامه كوسيلة لحفظ القيمة في أوقات عدم الاستقرار. وتبقى العوامل التي دعمت صعود الذهب قائمة، مما يعزز فوائده كجزء من المحافظ الاستثمارية للتحوط ضد التقلبات والتضخم وضعف العملات.

2025: عام مفصلي للذهب

جاءت موجة الصعود القوي في عام 2025 نتيجة لتداخل عدة عوامل رئيسية، أبرزها الاضطرابات الجيوسياسية. فقد أدت السياسات التجارية التي اتبعها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مثل فرض الرسوم الجمركية، إلى تجدد المخاوف بشأن التضخم، مما دفع المستثمرين لزيادة انكشافهم على الذهب. كما ساهمت التطورات المثيرة للقلق في الشرق الأوسط واستمرار الحرب في أوكرانيا في تعميق حالة عدم اليقين عالميًا.

تدفقات صناديق الاستثمار وصعود الذهب

تعكس تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب هذه التحولات بوضوح. حتى شهر نوفمبر، سجلت صناديق الذهب العالمية تدفقات إيجابية لستة شهور متتالية، إذ ارتفعت قيمة الأصول التي تمتلكها إلى أكثر من نصف تريليون دولار. وتُشير البيانات إلى أن عام 2025 قد يكون الأقوى تاريخيًا من حيث التدفقات إلى هذه الصناديق، مما يعكس مكانة الذهب المتزايدة كأصل استراتيجي طويل الأجل.

تأثير تراجع الدولار على جاذبية الذهب

ساهم انخفاض الدولار الأمريكي بنحو 10% خلال العام أمام سلة من العملات الرئيسية في تعزيز جاذبية الذهب، خاصة لدى البنوك المركزية. وقد شجع ذلك عددًا متزايدًا من البنوك المركزية على زيادة حيازاتها من الذهب وتقليص الاعتماد على الدولار في احتياطاتها.

في الوقت نفسه، أسهم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في زيادة جاذبية الذهب مقارنة بالأصول التي تمنح عوائد دورية، ذلك في سياق ارتفاع مستويات الدين العالمي وتزايد المخاوف المالية، بالإضافة إلى إغلاق حكومي أمريكي استمر لأكثر من شهر، مما زاد الطلب على الأصول المستقرة بعيدة عن السياسات الحكومية.

خاتمة: الذهب في مواجهة المستقبل

يمكن القول إن عام 2025 شكل نقطة تحول حاسمة في مسيرة الذهب. ليس فقط بسبب تسجيله مستويات سعرية تاريخية، بل نتيجة العوامل الهيكلية التي دعمت هذا الارتفاع. ومع استمرار العديد من هذه المحركات في التأثير، يبدو أن دور الذهب كركيزة أساسية في استراتيجيات الاستثمار الدفاعية قد ترسخ مجددًا في ظل آفاق عالمية لا تزال تتسم بعدم اليقين.


شارك